هل تستطيع الصين اعدام الدولار الامريكي ، خلال الأسابيع القليلة ومنذ بداية عام 2018 بدأت تتزايد فرص اندلاع حرب تجارية بين الولايات المتحدة برئاسة ترمب و الصين، حيث اتخذ ترمب قرارات برسوم و اجراءات تجارية على الصين قرابة 60 مليار، وفي خضم التهديدات المتبادلة بين البلدين كان هناك تصريح لصين قبل ايام اقليله.
انه اذا اندلعت حرب تجارية بين البلدين فأن الصين سوف تكون اكثر تحملاً، فـ هل تستطيع الصين اعدام الدولار الامريكي فعلاً عبر السندات التي تقوم بشرائها من الولايات المتحدة ..؟ تعالوا نشوف .
قد يهمك ..
التصدير عصب الاقتصاد الصيني
ما يهم الصين من ناحية اقتصادية بالدرجة الأولى هو ان تحافظ على النمو، حيث ان الاقتصاد الصيني يعتبر اكبر اقتصاد بالعالم يحقق النمو باعتبارها اكبر دولة مصدرة في العالم، لذلك يعتبر التصدير هو عصب الاقتصاد الصيني و هذا يعني ان الصين بحاجة دائما ان يكون سعر عملتها اليوان الصيني ضعيف.
لانها ببساطة تدفع تكاليف الانتاج و التصنيع (الرواتب و التكاليف) بالليوان الذي سعره رخيص، وبنفس الوقت تقبض ثمن الصادرات بالدولار الامريكي المرتفع، لذلك دائما تسعى الصين ان يكون اليوان ضعيف حتى تكون تكلفة المنتجات الصينية رخيصة و تقبض ثمن السلع بــ سعر الدولار الذي يكون سعره عالي امام اليوان.
و بناءاً على ذلك تتخذ الكثير من الوسائل لجعل سعر اليوان الصيني رخيص و ابقاء سعر الدولار امامه مرتفع حتى لا يتضرر الاقتصاد و الصادرات الصينية، ولكن ما هي هذه الوسيلة الفعالة التي تتخذها الصين لابقاء اليوان في سعر ضعيف؟ انه سلاح السندات الامريكية الفتاك، تعالوا نتعرف على هذا السلاح.
اقرأ ايضاً ..
السندات الامريكية سلاح الصين الفتاك
اولاً حتى نعرف ما هي السندات ببساطة شديدة جداً وسيلة او اوراق تصدرها الجهة المختصة من أجل الحصول على اموال من دائنين مقابل فائدة معينة، هي اشبه بالقرض الى حد كبير، هناك سندات يكون موعد سدادها بعد عام وتسمى اذونات الخزانة وهناك سندات تكون لاجل 10 سنوات وتسمى اوراق الخزانة.
وهناك ما هي اكثر من 10 سنوات و تسمى سندات الخزانة، تستخدم الولايات المتحدة سندات الخزانة من أجل الحصول على الاموال و تمويل مشاريعها ، تعتبر الصين اكبر مشتري بالعالم لسندات الامريكية لاجل اكثر من 10 سنوات، بمعنى ان الصين هي اكبر دائن للولايات المتحدة عبر السندات.
حيث ان الدين الذي على الولايات المتحدة الامريكية لصالح الصين من خلال السندات يبلغ 1.17 تريليون دولار، بمعنى الف ومائة سبعة عشر مليار دولار، لكن الصين لا تشتري السندات الامريكية بسبب انها مغرية للاستثمار و انما من أجل ان تكون سلاح اقتصادي ضد الولايات المتحدة الامريكية حين اللزوم.
قد يهمك ..
كيف تخفض الصين سعر عملتها
طبعاً بحكم ان الصين ثاني اكبر اقتصاد على العالم و لديها فائض كبير من الاموال التي تجنيها من اموال الصادرات، بمعنى انها تحصل على كثير من الدولارات في السوق الصيني و حينما يكون الدولار متوفر كثيراً في الصين ينخفض سعره و يرتفع سعر اليوان الصيني مما يسبب الاذى للاقتصاد الصيني.
لذلك تقوم الصين بخطوة ذكية وهو جمع كل هذه الدولارات الامريكية من السوق الصيني باستمرار وتذهب وتعيدها الى الولايات المتحدة عبر شراء سندات امريكية، طبعاً حينما تجمع الصين هذه الدولارات من السوق الصينية ينخفض المعروض من الدولار هنا و بتالي يرتفع الطلب على الدولار .
مما يؤدي الى ارتفاع سعر الدولار بشكل اتوماتيكي و انخفاض سعر اليوان الصيني بشكل اتوماتيكي، و بذلك تكون الصين حافظت على سعر عملتها بشكل ضعيف و امسكت الاقتصاد و الدولار الامريكي من نقطة ضعفه وهو السندات الامريكية، التي تعتبر بمئات المليارات، فهل تستطيع الصين اعدام الدولار اذا قامت توقفت عن شراء السندات؟
قد يهمك ..
هل تستطيع الصين اعدام الدولار عبر السندات
بعد السرد الذي قمنا به اعلاه عن سلاح السندات الامريكية لدى الصين، كلمة اعدام قد يكون مبالغ بها بعض الشيئ ولكن اذا قررت الصين وقف شراء السندات الامريكية سوف يتلقى الاقتصاد الامريكي و الدولار ضربة تاريخية قاسية قد يقوم منها بصعوبة، واحيلكم قبل عدة شهور حينما شاع خبر في السوق ان الصين قد تفكر بوقف شراء السندات الامريكية.
لاحظوا انه الخبر كان انها تفكر او تدرس وليس قررت وحينها ادى ذلك الى اهزاز الاسواق العالمية وسقوط الدولار.
صعود الرنمينبي او اليوان الصيني
تسعى الصين دوماً الى جعل عملتها عالمية و البديل لدولار، حيث يعتبر الرنمينبي الان العملة الخامسة من حيث الترتيب العالمي، وتصدر الصين ربع صادراتها 25% بالرنمينبي، كذلك حصة الدولار عالميا هي 60% حالياً وكانت 70% بمعنى انها بتراجع بينما الرنمينبي يستحوذ على 3 الى 4% ولا زال بصعود، وتقول الصين انها في عام 2030 تسعى ليكون الرنمينبي منافس او بديل الدولار .
