لماذا اعلن ترمب الحرب التجارية العالمية

في شهر مارس 2018 الماضي فاجئ ترمب العالم باعلانه فرض رسوم جمركية على الحديد و الألمنيوم بقيمة 20 الى 25% الذي يدخل الى امريكا من الصين و الاتحاد الاوروبي و بعض الدول الاخرى، الذي دفع الصين لرد بنفس الرسوم الجمركية على سلع امريكية تدخل الى الصين و كذلك قامت اوروبا بفرض رسوم جمركية على السيارات الامريكية التي تدخل الى اوروبا، ثم ردت الولايات المتحدة على رد الصين و اشتعلت الحرب التجارية فلماذا بدأها ترمب ؟ تعالوا نشوف..

السوق الداخلية الامريكية

الرئيس الامريكي ترمب رجل اقتصاد ويعرف ماذا يفعل، ان من نقاط قوة الاقتصاد الصيني وضعفه بنفس الوقت هو انه يعتمد الصادرات للخارج بشكل مفرط للغاية دون الاعتماد على السوق الداخلية الصينية، بعكس الولايات المتحدة التي تعتمد على السوق الداخلية اكثر من التصدير الى الخارج و هذا هو مربط الفرس، حيث ان الصين تعتمد على الصادارات للخارج بنسبة 20% من الناتج المحلي الاجمالي الصيني، بينما الولايات المتحدة تعتمد على الصادرات بنسبة 8% فقط.

هذه الارقام ببساطة تعني ان الولايات المتحدة لن تكون المتضرر الاكبر من انحسار التجارة الخارجية الدولية لانها تعتمد على السوق الداخلية الامريكية، بمعنى اغلب ما تصنعه تبيعه داخل بلادها في الولايات المتحدة، بينما الصين تعتمد بنسبة اكبر على الخارج، و كلما تصاعدت الحرب التجارية و تم فرض رسوم جمركية على صادرات البلدين الذي سوف يخسر اكثر هو الصين و ليس الولايات المتحدة بشكل اكبر، لذلك ترمب له مصلحة بمنع دخول منتجات الصين الى بلاده .

طبيعة المنتجات الامريكية

نقطة القوة الثانية طبيعة المنتجات الامريكية التي تقوم بتصديرها الى الصين، حيث ان الولايات المتحدة تتميز صادراتها بأنها ذات تكنولوجيا عالية الدقة و لا يمكن لصين تعويضها او صناعة مماثل لها على سبيل المثال طائرات البوينغ او الاسلحة المتطورة، بينما المنتجات الصينية التي يتم تصديرها الى الولايات المتحدة تعتبر سهلة التصنيع وغير معقدة وتستطيع الولايات المتحدة تصنيعها بسهولة مثل مواد غذائية او صناعات الكترونيات عادية جداً .

لذلك امريكا هي الرابح من ذلك حيث يمكنها صناعة السلع الصينية التي تدخل الى الولايات المتحدة بسهولة وبتالي تشغل عمالة اكثر و تخفيض البطالة، بينما الصين لا تستطيع صناعة وتعويض قسم كبير من الصناعات الامريكية لوجود تكنولوجيا معقده بها، و يجب ان نعلم ان الصين تصدر الى الولايات المتحدة 20% من صادرتها بينما الولايات المتحدة صادرتها الى الصين اقل بكثير، لذلك ايضاً الصين المتضررة.

سلاح السندات بيد الصين

تعلم الصين انها الخاسر الاكبر من هذه الحرب التجارية العالمية خصوصاً اذا استمرت الولايات المتحدة بفرض مزيد من الرسوم الجمركية على المنتجات الصينية التي تدخل الى الولايات المتحدة، ولكن الصين لديها سلاح أخير ضد الولايات المتحدة تستطيع من خلاله ان تجعل ترمب و الدولار يركع على ركبتيه، حيث ان الصين قامت بشراء سندات امريكية بقية 1200 مليار دولار تقريباً، لمعرفة تفاصيل هذه السلاح اقرأ هذا الموضوع بالضغط على الجملة الزرقاء : هل تستطيع الصين اعدام الدولار الامريكي .