أسعار النفط تهبط لأدنى مستوياتها منذ عام 2002 على الرغم من الاتفاق التاريخي لخفض الانتاج ، هبطت أسعار النفط بقوة يوم الجمعه الماضية لتخسر أكثر من 10% من قيمتها مسجلة أدنى مستوياتها منذ عام 2002، وهوي خام تكساس إلى سعر 18 دولار للبرميل.
انخفاض خام برنت
بينما انخفض خام برنت إلى 27 دولار للبرميل، تأتي تلك الخسائر الكبيرة على الرغم من اتفاق أكبر منتجي النفط في العالم على خفض مستويات الانتاج، ولكن على ما يبدو أن تلك الخطوة لا تتناسب مع معدلات الطلب العالمية التي تشهد ركودًا حادًا بسبب تداعيات فيروس كورونا لأن أسعار النفط تهبط لأدنى مستوياتها منذ عام 2002 على الرغم من الاتفاق التاريخي لخفض الانتاج مؤخرا.
اتفاق اوبك بلس
وافق تحالف أوبك بلس على اتفاق تاريخي لتخفيض مستويات الانتاج بواقع 9.7 مليون برميل يوميًا بدءًا من آيار/ مايو المقبل، ليضع نهاية لحرب الأسعار التي اندلعت في آذار/ مارس الماضي، بهدف دعم الأسعار التي تهاوت نتيجة لجائحة فيروس كورونا التي كان لها أثر تدميري على صناعة النفط.
تلقص المكاسب رغم الاتفاق
انعقدت العديد من مؤتمرات الفيديو والمكالمات الثنائية لمدة أسبوع بين تحالف أوبك بلس ومجموعة العشرين التي انتهت باتفاقية تاريخية غير مسبوقة، وعقب تلك الأنباء ارتفعت أسعار تداول النفط حوالي 5% ليقترب خام غرب تكساس عند 25 دولار وخام برنت بالقرب من 31 دولار، لكن تلك المكاسب لم تدم طويلًا فسرعان ما تراجعت.
اتفاق غير كافي
وحذر الخبراء من أن مقدار التخفيض العالمي المتفق عليه بنحو 10% لن يكون كافيًا لرفع الأسعار بشكل مستدام، لأنه لن يعوض الخسائر الكبيرة في معدلات الطلب النفطية بسبب تفشي جائحة فيروس كورونا، ويعتقد الخبراء أنها ستحتاج إلى خفض مستويات الانتاج من 20 مليون إلى 30 مليون برميل يوميًا.
تراجع معدل الطلب العالمي على النفط بنحو 30% أي ما يعادل 30 مليون برميل يوميًا، وذلك بسبب الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها جميع دول العالم للحد من انتشار فيروس كورونا، حيث حظر السفر وأوقفت الطائرات وتقلص النشاط الصناعي وحركة التجارة.
حرب أسعار النفط
جاء هذا الاتفاق التاريخي بعد شهر من الاضطراب في أسواق النفط، فقد هبط خام برنت إلى أدنى مستوي له منذ عقدين في شهر آذار/ مارس، وتراجع إلى مستوى 20 دولار للبرميل بعدما كان يتداول في بداية العام فوق 70 دولار للبرميل.
كانت أسعار النفط منخفضة بالفعل مع تفاقم أزمة فيروس كورونا، نتيجةلاتخاذ الدول العديد من الإجراءات لاحتواء توسع انتشار الفيروس، فتم إغلاق الحدود وتعطيل السفر وإغلاق المصانع مما أدي إلى تراجع معدلات الطلب على النفط، لكن انهيار أسعار النفط جاء بعد انهيار تحالف أوبك بلس عقب اعلان شركة أرامكو بقيادة المملكة العربية السعودية حرب أسعار النفط ردًا على روسيا التي رفضت تعميق تخفيض مستويات الانتاج لتعويض الضرر في معدل الطلب بسبب الفيروس.
قد يهمك ..
أسعار النفط المنخفضة وفيروس كورونا يهدد الاقتصاد السعودي
تشكل الأسعار المنخفضة للنفط تهديدًا على الاقتصاد السعودي الذي يعاني بالفعل من التأثيرات الاقتصادية السلبية لانتشار فيروس كورونا، حيث تعتبر الإيرادات النفطية هي أولي مصادر إيرادات المملكة، وفي حال استمرار تراجع أسعار النفط لمدة طويلة لن يتحمل الاقتصاد السعودي تلك الخسائر.
وقالت السعودية إن حرب أسعار النفط كانت مخاطرة محسوبة، فالمملكة تمتلك النفط الرخيص عن أي دولة أخرى منتجة، وفي حين أن المملكة تحتاج لسعر النفط عند حوالي 83 دولار للبرميل لموازنة ميزانيتها إلا أن لديها احتياطيات وفيرة من العملات الأجنبية التي تجعلها ثابتة لمدة طويلة.
قد يهمك ايضاً ..
الاتفاق والاقتصاد السعودي
ومن جهة أخرى، ستؤثر التداعيات الاقتصادية لفيروس كورونا سلبًا على الاقتصاد السعودي، حيث أعلنت السلطات بتعليق العمرة والحج لهذا العام التي تعد ثاني أكبر مصدر لإيرادات المملكة ضمن الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار فيروس كورونا، الأمر الذي يتطلب من السعودية اتخاذ اجراءات سريعة وقوية لدعم اقتصادها.
وعلى الرغم من تهاوي أسعار النفط في الوقت الراهن إلا أن النفط أثبت على مدار التاريخ أنه من أكثر السلع تأثيرًا في عالم الاقتصاد، فهو من أحد المؤشرات الهامة التي تعكس أداء الاقتصاد العالمي على مدار سنوات طويلة، كما أن النفط من السلع الاستراتيجية التي يتهافت عليها الجميع.
