مقالات

الذهب أفضل فئات الأصول الرئيسية أداء خلال عام 2020

لقد كان عام2020متميزًا للمعدن الأصفر حيث أدت عمليات الإغلاق التي قامت بها دول العالم لمواجهة انتشار فيروس كورونا إلى اتخاذ إجراءات مالية ونقدية جذرية من صانعي السياسات، لتنخفض قيمة العملات وتدفع المستثمرين إلى التحول للمعادن الثمينة كمخزن آمن للقيمة.

ومع تزايد قلق المستثمرين من احتمالية حدوث ركود اقتصادي أطول من المتوقع،تسارعوا إلى بورصة الذهب كمخزن آمن للقيمة، عادة ما ترتفع الأسعار خلال فترة الانكماش الاقتصادي حيث تؤدي ندرة المعدن وجاذبيته التاريخية إلى الارتفاع فوق الدولار.

عززت أسعار الفائدة القريبة من الصفر وموجة من إجراءات التحفيز الاقتصادي المعدن الثمين، مثل هذه السياسات تجعل الذهب اختيارًا شائعًا للمستثمرين المتعطشين للعوائد حيث يتوقعوا ارتفاع التضخم بما سيعزز من القيمة النسبية للسبائك.

أفضل أداء

ارتفعت أسعار الذهب بحوالي 20% هذا العام لتصل إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق في شهر تموز/ يوليو الماضي، حيث ارتفع إلى مستوى قياسي بلغ 1944دولارًا للأونصة يوم الاثنين 27 تموز/ يوليو وهو أعلى بكثير من الرقم القياسي السابق البالغ 1921دولارًا الذي شوهد في عام 2011، وذلك مع تزايد الطلب على شرائه المدعوم أيضًا بتدهور العلاقات بين الولايات المتحدة والصين والمخاوف من تباطؤ التعافي الاقتصادي في ظل استمرار زيادة حالات الإصابة بفيروس كورونا في أجزاء من العالم، والتي عززت جاذبية الذهب كملاذ آمنالذي أصبح أفضل فئاتالأصول الرئيسية أداءً هذا العام.

إن انهيار أسعار الفائدة وعوائد السندات جعلت امتلاك الذهب أمرًا جذابًا، كما أنتوقعات التضخم المتزايدة المدفوعة بالعجز المالي غير المسبوق بالإضافة إلى تحفيز البنوك المركزية تجعل المعدن الثمين تحوطًا ضد التضخم وبديلاً جذابًا للاستثمارات النقدية أو الائتمانية.

أداة جيدة للتحوط

في حين أن الذهب في حد ذاته لا ينتج أي قيمة اقتصادية ، فهو أداة فعالة للتحوط ضد التضخم وعدم اليقين الاقتصادي، كما أنه أكثر سيولة عند مقارنته بالعقارات والعديد من أدوات الدين، فبعد أي انهيار اقتصادي كبير وركود تواصل أسعار الذهب ارتفاعها، يعتقد المحللون في السوق أنه قد يتجاوز الذروة السابقة فوق 1900 دولار للأونصة.

في العام الماضي كانت هناك تقارير متقطعة تستند إلى المؤشرات الاقتصادية التي تشير إلى أن الاقتصاد الأمريكي قد يدخل في حالة ركود بعد 11عامًا من الارتفاع الاقتصادي القياسي منذ الأزمة المالية العالمية لعام 2008، وقد أدت هذه التوقعاتإلى حدوث ارتفاع محدود للذهب حينها.

وأدت أزمة جائحة فيروس كورونا فعليًا إلى إغلاق الاقتصادات الرئيسية في جميع أنحاء العالم، مما زاد من زخم ارتفاع الأسعار حيث يبدو الركود العالمي الرئيسي الآن مؤكدًا،وأجبر انهيار الأسواق المالية في الولايات المتحدة بنسبة 40% تقريبًا البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي على الإعلان عن تحفيزات قياسية من ضخ السيولة وبرنامج شراء السندات بأكثر من 3 تريليونات دولار والتعهد ببذل المزيد.

العوامل التي ربما قد ساهمت في ارتفاع أسعار الذهب

يشعر العديد من المستثمرين بالقلق من الارتفاع المفاجئ في أسعار الذهب، ويتساءلون لماذا يرتفع الذهب؟ وهل هذا طبيعي؟ هل يمكنالاستثمار بهذه الأسعار المرتفعة؟ أم أنها فقاعة ستنفجر قريبًا؟، لكي نستطيع الإجابة عن مثل هذه الأسئلة لابد أن نعرف العوامل التي ربما تكون قد ساهمت في ارتفاع أسعار الذهب.

التباطؤ الاقتصادي أجبر المستثمرين علي شراء الذهب كملاذ آمن

في آذار/ مارس 2020قامتدول العالم بتنفيذ عمليات إغلاق صارمة على مستوى البلادلتقليص تفشي الفيروس، في حين أن هذه الإجراءات جعلت انتشار الفيروس تحت سيطرت الحكومات بشكل معتدل إلا أنها تسبب في حدوث الكثير من الاضطرابات الاقتصادية بسبب إغلاق الشركات وإلغاء الحركة التجارية.

بينما أعلنت الحكومات عن العديد من الحزم الاقتصادية لدعم الناس خلال هذه الأوقات، وتراجعت أسعار الفائدة وبدأ العديد من المستثمرين في الابتعاد عن الأصول الخطرة مما زاد من جاذبية الذهب كملاذ آمن.

لكن عمليات الإغلاق بدأت في مارس، لماذا استمرت أسعار الذهب بالارتفاع خلال الأشهر القليلة الماضية؟

في البداية كان المستثمرون يأملون في تعافى الاقتصاد بسرعة مع رفع عمليات الإغلاق واستئناف الشركات عملياتها، وبدأ العديد من المستثمرين في شراء أسهم عالية الجودة بأقل من قيمتها، ومع ذلك، وبالوقت تقلص تفاؤل المستثمرين في تعافي الاقتصاد على المدى القريب ليبحثوا عن ملاذ آمن لأموالهم، ويعتبر الذهب هو أفضل ملاذ آمن لحفظ القيمة ضد التضخم والركود الاقتصادي.

1 .السيولة العالية

أعلنت الحكومات عن الكثير من حزم التحفيز الاقتصادي لضخ السيولة في الأسواق، وقامت البنوك المركزية الكبرى بخفض أسعار الفائدة مقتربة من المستويات السلبية، كما أن لدي المستثمرينأموال للاستثمار خاصة وأن أسواق الأسهم كانت متقلبة للغاية، لذلك اختاروا الاستثمار في الذهب المعروف بأنه استثمار آمن خلال هذه الأوقات.

2 .الحد من تعدين الذهب

العامل الأساسي الذي يؤثر على أسعار الذهب هو معادلة العرض والطلب، تأثرت أنشطة تعدين الذهب بشدة خلال الأزمة بسبب الإغلاق في مختلف البلدان، أثرالعرض المنخفض على الأسعار الذي تسبب في ارتفاع الأسعار أكثر خاصة مع زيادة الطلب.

3 .استمرار حالات الإصابة بفيروس كورونا

أدى ارتفاع عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا وزيادة التوترات بين الولايات المتحدة والصينوالتباطؤ الاقتصادي العام إلى ارتفاع مستمر في أسعار الذهب في جميع أنحاء العالم.

بمجرد أن يفقد المستثمرون الأمل في تعافي الأسواق على المدى القصير، فإنهم يميلون إلى الانجذاب نحو الملاذات الآمنة مثل الذهب وهذا يفسر ارتفاع أسعار الذهب، لكن هل من المحتمل أن يستمر؟

تشير المؤشرات الحالية إلى ارتفاع الطلب على المعدن الأصفر على المدي الطويل، لذلك يتوقع بعض المحللين أن تصل أسعار الذهب إلى 2500 دولار للأونصة خلال العامين المقبلين، لأنهم يعتقدون أن عوامل مثل معدلات الفائدة المنخفضة والسيولة العالية والتأثير الاقتصادي للإغلاق سيكون لها تأثير دائم على الأسواق، كما يتوقعون أن يستمر الطلب على الذهب في الازدياد ما لم يتم تقديم لقاح أو السيطرة على عدد حالات الإصابة بالفيروس.

زر الذهاب إلى الأعلى